Murid Barghuthi

عجبتنى "رأيت رام الله" اكتر بكتير، لكن لا يمنع ان الكتاب ده رائع برضه..
الغريبة ان اكتر الحاجات اللى لفتتنى و عجبتنى فيه كانت اراء مريد السياسية وصدقه فى نقد ذاته..

الجزء اللى اتكلم فيه عن ياسر عرفات كان مهم ومحترم، رغم كره مريد لاتفاقية اوسلو وما بعدها وما قبلها من تنازلات عرفات لكنه قالها صريحة انه لم ولن يخون الرجل، وصفه لحالته لما عرف ان عرفات مات و مريد بيستمتع بمكان بديع فى انجلترا،و قرر انه يقطع زيارته ويرجع لندن ﻷنه حس ان الخبر يستحق الحزن، عرفات اللى تعب واضطر يسافر يتعالج بعد حصار الصهاينة لمقره، عكس اى زعيم عربى عرفات صمد وصبر وقعد و واجه كالعادة الحصار والاجتياح والحرب، فاكراه بلبسه الكاكى و الحطة و ابتسامته وعلامة الانتصار، مين يقدر يخون رجل فضل لفترة طويلة زعيم للفلسطينيين واﻷفضل حتى اﻷن -ده لو اعتبرنا ان اﻷشكال الموجودة حاليا زعماء اساسا-
مريد اعطى عرفات حقه، عجبنى لما قال ازاى هو كمواطن عادى بيلبس وبياكل وبيشرب احسن من الزعيم عرفات وهى مفارقة فعلا، احساس بالذنب من انه مين هو عشان ينتقد راجل عاش وضحى بعمره فى سبيل القضية، لكن يرجع مريد يقول انه كان بيمارس حقه الطبيعى كمواطن وانسان فى ابداء رأيه، وده حقيقى..

احترمت وجهة نظر مريد اللى أكدتلى ان مهما كره معظم الفلسطينيين كتير من مواقف عرفات لكن ميقدروش يكرهوه هو، يظل عرفات حالة خاصة، وبعد سنوات من وفاته تكتشف قد ايه الراجل كان شايل بلاوى و مانع انصاره من غباء كتير و هو اللى أكده مريد وقال ان الاقتتال الداخلى بالنسبة لعرفات كان مرفوض تماما وكان قادر "يلم" جماعته فى اى وقت عشان اى موضوع ميتطورش، يجى يشوف فتح وحماس دلوقتى، عرر

حاجة تانية لفتتنى هى توجه مريد الدينى، وبتكلم عن توجهه الدينى ﻷنه فى الكتاب انتقد موجة التدين اللى اجتاحت الدول العربية فى اكتر من موقع و ذكر اكتر من مثل كان واضح ان الموضوع مضايقه جدا وله حق، لفتنى الكام جملة اللى قالهم على ربنا بين السطور، كانت ملفتة ﻷنه فى حالة الظلم والموت والحزن والاحتلال زى اللى بيعيشها الفلسطينيين، منطقى ان ناس تسأل عن ليه ربنا عمل كده و تبعد، وناس تقول الحمدلله على كده وتقرب اكتر..

احترامى برضه لمريد انه رغم كل تحفظاته عن الاسلاميين، لم يعاديهم فى المطلق زى ما معظم الليبرالين عملوا فى انتخابات مصر...

طبعا مشاهد المعاناة فى استخراج تصاريح و تعدية الجسر والدعوات بالدخول من غير مشاكل و السعادة الكبيرة بالنجاح فى الدخول، مجرد انهم دخلوا يستحق الاحتفال، مريد بيوصف ازاى الشعوب تحت الاحتلال بتحتفل بأى حاجة بسيطة عشان فى العادى صعب انها تحصل..

مآسى رفح و موقف ترحيل تميم من مصر على اثر مشاركته فى مظاهرات شارك فيها طلبة كتير، لكن محدش اترحل ﻷنهم مصريين، تميم بس اللى اترحل ﻷنه فلسطينى وﻷن النظام بيحب يمارس جبروته وقوته بالشكل الفج ده...

فى الكتاب بيوصف مريد استعداد المصريين للتظاهر فى ميدان التحرير ضد غزو امريكا للعراق، بيوصف صعوبة الوصول لميدان التحرير عشان اﻷمن المركزى كان بيأمن المكان باحكام و كانوا بيقفلوا على الطلبة فى جامعة القاهرة بشكل يستحيل معاه الوصول لمترين قدام اساسا، مريد بيقول ان ملىء ميدان التحرير كان مستحيل، رائع انك تقرا الكلام ده دلوقتى و تعرف ان المستحيل ده وهم :-)

الجزء الموجع اللى بيوصف فيه حكاية جمال الدرة والد محمد الدرة وحزنه لعجزه عن حماية ابنه، وجع قلب :-(

مفيش داعى للتذكير بأن الكتاب مليان جمل ملفتة ومهمة وتدعو للتأمل و التفكير، واحدة من مميزات كتابات مريد..

حب مريد لرضوى شىء رائع بجد، ذكرها فى الكتاب كتير كجزء مهم فى حياته و شكرها كتير لحفاظها على فلسطينية تميم و اشاد بيها كتير فى تحمل الصعاب و المشاكل الصحية..

الكتاب اكدلى حاجات كتير، ومنها انى ماليش فى الشعر، نادرا ما بستمتع بيه، بالذات الشعر الحديث اللى بلا قافية ولا وزن، مبفهموش ابدا ومش بحسه، فبالنسبة لى مريد كاتب رائع اكتر من كونه شاعر رائع..

..كتاب لازم يتقرى، بس اللى اهم منه هو "رأيت رام "..

FYI: كتبت الريفيو ده وانا بين النوم و الصحيان،حماسى خلانى اكتب ريفيو قبل ما انام بس واثقة انى هلاقى فضايح و اخطاء بالهبل لما اصحى :-D… (altro)